كيف يساعد تعلم الرضع السباحة في تسهيل اتقانهم لها في المستقبل
هناك اعتقاد سائد
عند معظم الناس أن تعليم الطفل الرضيع السباحة مسألة خطيرة وستهدد حياة الرضيع.
إلا أنه على العكس تماما، فتعليم الرضع السباحة أمر ضروري في العصر الحالي لما له
من إيجابيات وفوائد عديدة. توجد لدى الرضيع بالفطرة القدرة على السباحة حيث أنه
يستطيع التحكم في عضلاته ويكون أكثر استرخاء مما يمكنه من السيطرة على نفسه فوق
الماء وأيضا القدرة على كتم أنفاسه تحت الماء.
مهارة تعليم الرضع
السباحة ليست وليد اليوم، ولكن الأمر الجديد في العصر الحالي هو القيام بهذه
المهارة بشكل منظم مع مدربين متمكنين وفي أماكن مخصصة لذلك، وأيضا من خلال احترام
قوانين وقواعد محددة. ورغم صعوبة تقبل الآباء في البداية لفكرة وضع رضيعهم في
الماء. إلا أنه مع معرفتهم للإيجابيات والفوائد الكثيرة التي تشكلها هذه المهارة
على نمو الطفل سواء من الجانب الجسدي وأيضا من الجانب السلوكي والنفسي، ومع التأكد
من خلو الأمر من مخاطر على الرضيع خاصة فيما يخص خطر الغرق. فقد أصبحت نسبة الاقبال
على هذه المهارة تزداد بشكل كبير يوما بعد يوم وأصبح الآباء يسعون بأنفسهم لتعليم
الأطفال الرضع مهارة السباحة.
1- مهارة تعلم الرضيع للسباحة مهارة تولد بالفطرة:
يعتبر تعلم السباحة
من طرف الطفل الرضيع سهل جدا مقارنة مع تعلمها من طرف البالغ. فالطفل بشكل فطري
يتمكن من هذه المهارة بسهولة وبشكل سريع. فللطفل القدرة على تحريك جسمه في الماء
والتحكم في نمط تنفسه. حيث وبشكل تلقائي يقوم الطفل بحبس أنفاسه بشكل طبيعي في
الماء مما يمكنه من البقاء والغوص تحت الماء لبعض الوقت رغم قصره. ولكن بطبيعة
الحال رغم هذه المهارات والقدرات التي يتوفر عليها الطفل بشكل فطري إلا أنه يجب اتباع
إرشادات واحترام قواعد من أجل حماية الطفل من أي خطر يمكن أن يتعرض له. وقد نشرت
مجلة نيويورك تايمز الشهيرة مقالا سنة 2004 عن دراسة أجريت من طرف باحثين في
أمريكا كان بعنوان "قبل أن تتعلم الزحف، يجب عليك تعلم السباحة". حيث
أثبتت الدراسة أن مهارة تعلم الطفل الرضيع للسباحة مهارة تولد بالفطرة معنا، ويجب
العمل على تعزيزها قبل أن ينساها الطفل من أجل تطوير وتنمية مهاراته الجسدية
والنفسية والتي ستفيده طوال حياته.
2- تعلم السباحة من طرف حديثي الولادة:
متى يمكننا البدء في
تعليم الرضع السباحة؟ هذا هو السؤال الذي يتم طرحه من طرف الكثيرين. حسنا، للطفل
قدرة بيولوجية فطرية خاصة تمكنه من القدرة على السباحة منذ اليوم الأول. وهذه
القدرة تتمثل في خاصيتين هما: أولا القدرة على ضرب الماء ودفع نفسه للأمام وذلك
باستعمال أطرافه. وقد تلاحظ هذا بشكل مباشر إذا ما قمت بوضع الرضيع في حوض مليء
بالماء، ورفعت رأسه قليلا للأعلى مع جعله متمدد على بطنه، فسوف تلاحظ أنه بتلقائية
وعفوية يقوم بتحريك يديه وقدميه كأي سباح متدرب. ثانيا قدرة الطفل الرضيع على غلق
رئتيه وحبس عملية التنفس لثواني مما يمكنه حتى من الغوص. لذلك فلطالما كان الرضيع
سليم ومكتمل النمو فيمكنه البدء في تعلم مهارات السباحة منذ الشهر الأول.
3- كيفية تعليم الأطفال الرضع السباحة:
لتعليم الطفل
السباحة وتحبيبه فيها يجب اتباع منهج التدرج. فلا يجب وضع الرضيع منذ الوهلة
الأولى في المسبح وحيدا مع المدرب، بل يتم تعويده على اللعب في حوض السباحة
وتحبيبه فيه من خلال اللعب معه حتى يتعود الطفل على المياه والتحرك فيها، وعدم
الابتعاد منه لكيلا يشعر بعدم الأمان مما يجعله يرفض النزول لحوض السباحة مرة أخرى.
يجب التأكد من أن المسبح مخصص للأطفال وتتوفر فيه معايير النظافة والسلامة. يجب أيضا
استعمال كريمات مضادة للشمس وكريمات تحميه من الالتهابات الجلدية حتى لا يتعرض
الطفل لأي نوع من المشاكل الصحية التي يمكن أن تجعل السباحة تترسخ في ذهنه على
أنها تجربة أليمة ما قد يجعله يرفض تكرار هذه التجربة مجددا ويرفض النزول إلى حوض
السباحة مرة أخرى.
4- فوائد تعليم الطفل الرضيع السباحة من الناحية الجسدية:
بالإضافة إلى أهمية
تعلم السباحة في حماية الانسان من الغرق، فإن للسباحة عدد كبير من الفوائد الجسدية
المهمة:
-
تقوية عضلات الجسم وزيادة مرونتها خصوصا عضلات
الظهر والبطن والقدمين واليدين.
-
تنشيط الجهاز العصبي وكذلك الدورة الدموية.
-
تقوية الرئتين وتحسين أداء الجهاز التنفسي.
-
تقوية عضلة القلب وحمايتها من الأمراض.
-
تحسين القدرات الذهنية من خلال تحسين تدفق الدم
إلى خلايا المخ.
-
تساهم في التخلص من الوزن الزائد.
5- فوائد تعليم الطفل الرضيع السباحة من الناحية النفسية والسلوكية:
أيضا من الفوائد الكثيرة للسباحة، هناك فوائد
عديدة على المستوى النفسي والسلوكي للرضيع والتي تتعايش معه طوال حياته. ومنها:
-
السباحة تجعل الطفل أكثر هدوء وطمأنينة وتقلل من
التوتر والعصبية والغضب والتشنجات.
-
تعوده على المعاملة الجيدة مع الناس وتحسن سلوكه.
-
تعزز ثقة الطفل والقدرة على الصبر والسيطرة على
النفس وتعزز احساسه بالتفاؤل والايجابية.
-
تزيد من قدرة التعامل مع تقلبات الحياة والقدرة
على التحمل.
-
تزيد من القدرة الذهنية والتركيز والقابلية
لاستيعاب المعلومات واكتساب المهارات.
6- أضرار ومخاطر تعليم الرضع السباحة:
رغم الفوائد العديدة للسباحة إلا أنها لها بعض الأضرار أو السلبيات. لكن
معرفتنا المسبقة بهذه الأضرار يساعدنا على تفاديها وتجنبها. من بين هذه الأضرار
والمخاطر على الطفل من الناحية الجسدية والنفسية نجد:
-
خطر التعرض للإنفلونزا والاصابة بالأمراض
الفيروسية والجلدية.
-
الإصابة بالفوبيا أو الرهاب المائي في حالة حدوث
أي اضطراب أو حادث أثناء ممارسة السباحة.
-
التعرض للإصابة أو التمزق العضلي أثناء السباحة
مما قد يشكل خطر وقد يعرضه للغرق.
-
التجارب النفسية السيئة التي يعيشها الطفل خلال
فترة التعلم قد تجعله يتخذ موقف معادي من السباحة طوال حياته.
7- أماكن تعليم الرضع السباحة:
انتشرت في الآونة
الأخيرة المراكز التعليمية التي تهتم بتعليم الأطفال الرضع السباحة. والتي تتوفر
على جميع الوسائل التعليمية وأدوات الأمان وكذلك على مدربين أصحاب خبرة في هذا
المجال ويتمتعون بالقدرة على التعامل مع خصوصيات الطفل الرضيع. عند اختيارك لأحد
المراكز الرياضية التعليمية يجب أن تتأكد من توفر الشروط التالية به:
-
العناية بنظافة المكان والحرص على تعقيمه.
-
التوفر على مدرب محترف يتوفر على مهارات وأساليب تعليم
الطفل السباحة والتعامل داخل الماء، وفهم كيفية التعامل مع الرضع حسب عمرهم وسلوكياتهم
المختلفة من خلال الالمام بسيكولوجية الطفل.
-
توفر المركز على وسائل الإسعافات الأولية ووسائل
الاتصال السريعة ومن الأفضل أن يكون متواجد بالقرب من مستشفى.
-
الحصول على التراخيص اللازمة والمعترف بها في هذا
الشأن.
في نهاية المقال وجب
التأكيد على أهمية تعلم السباحة لما لها من أثر إيجابي وفوائد عديدة على صحة الانسان
من الناحية الجسدية والنفسية والسلوكية. كما يعتبر سن الرضاعة السن الأمثل والأفضل لتعلم
مهارة السباحة لأنها تجعل تعلم مهارة السباحة يكون سهل جدا مقارنة مع تعلمها في سن
متقدم.
تعليقات: 0
إرسال تعليق